داهش والأديان

صَلَاةُ عاشقٍ مُتيَّم

صَلَاةُ عاشقٍ مُتيَّم

أتسمعين قصف َ هذه الرعود الداوية،

ووميض هذه البروق النيرة؟

– إنها جاماتُ غضبي المُنقضَّة

على من يجرؤُ أن يختلس النظر إلى فتنتكِ وروعتكِ!

أتسمعين وقع هذه الأمطار الساقطة؟

       إنها دموعُ قلبي وخلاصةُ ما تجوُد به روحي،

عندما أُفكرُ بأنَّكِ ستغادرينني.

أتنظرين الى تجهُّم السماء، وكآبتها الصادعة؟

       إنه فؤادي الذبيحُ الكئيبُ

عندما أتأكدُ أنني لا أستطيعُ البقاءَ بقربكِ.

أتشاهدين السحب التي تملأ رحابَ هذا الكونِ الفسيح؟

       إنها غيومُ نفسي المُتلبدة

لعلمي أنّكِ لا تحبينني بمقدارِ حبي لكِ!…

أتشاهدين نواحَ الطبيعةِ الثاكل؟

       إنه نواحُ عواطفي وكل خلجات نفسي،

يا أحب حبيبة أختارتها روحي!

أتُصغين إلى سقوط الأمطار على رؤوس الأشجار؟

       إنه اصطفاق حناياي للذعر الذي يلازمني

عندما أشعرُ بساعة فراقك المؤلم!

أتلمسين نواحَ الطبيعة يا مليكة الفاتنات؟!

       إنه نواح فتاك، وحق حبكِ وصباك!

هل تنعمين الاصغاءَ إلى عوامل الطبيعة في هذا اليوم المطير،

وما فيه من شر مُستطير؟

       إنه الجنونُ الذي لازمني وسيلازمني

إذا لم تعديني بأنكِ لي وأني لكِ!…

آه يا غادتي الغيداء!…

رفقًا بفتاكِ، انزلي من عليائكِ، وأمليه فتحييه!…

وأشرقي عليه بشمسكِ الدافئة،

فتبعثي في روحه طلاقة الربيع وجمالَ الصبا،

وتجدِّدي شبابه الذابل، وتُحيي ما تحطمَ من أمله الآفل،

آه ما أجملك يا إلهة الآلهة!..

آهِ لو تعلمين.

                                                          بيروت، 1945

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!