أحزانٌ أبدية وأشجانٌ سرمدية
أحزانٌ أبدية وأشجانٌ سرمدية
صمتٌ أخرس،
وجوٌّ ثقيل يخيم فوق رأسي،
وحزنٌ داخلي استقر في أعمق أعماقي،
وشجنٌ هيمن على وجودي فاحتواني،
وشعورٌ بالأسى الصارخ يُغلف كياني،
وإحساسٌ بألمٍ وشجنٍ عظيمين يتملكاني.
كلُّ مباهج الدنيا لا تستطيعُ إغرائي،
وأفراحُ عالمنا الدنيء لا يوجد لها مكانٌ بنفسي.
إن قلبي خليٌّ من المرح، إذ قطن في أعمق أعماقه الترح،
والبؤسُ رافقني منذ طفولتي حتى يومي هذا،
والرزايا أبتْ إلا تطويقي كتطويق السوار للمعصم،
فالحزن المؤسي هو خديني،
والترح هو رفيقي وسميري،
والنار المتأججة بداخلي، أوارها يزدادُ استعارًا،
وإني لا أجد لنفسي استقراراً.
فتعال أيها الموتُ، أيها الصديق الحبيب!
تعالَ واصحبني معك إلى عالمك،
فقد زحف الليل بجيشه الدجوجي واحتواني،
والظلمة سربلتني بوشاحها الحندسي فصمتت ألحاني.
فضُمَّني إليك أيها الملاكُ الجميل،
وحلِّق بي في الأعالي نحو النجوم النيِّرة،
فقد آن لي بعد عذابٍ هائلٍ ورهيب
حقبة طويلة من الزمان المُغلف بالأحزان،
أن أبلغَ الكوكبَ البعيد البعيد، السعيد السعيد؛
أجدُ فيه لروحي مُتعةً وأمانًا،
وراحةً نفسيةً، واطمئنانا،
آهِ، ما أجمل عالمكَ أيها الموتُ البهي!
وما أقبح عالمنا وما يزخرُ فيه من كل دني!
رحماكَ رحماكَ، ألا تسمعُ ندائي؟
أجبني أيها الموتُ وحقق رجائي.
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة 7 وربع من ليل 11 أيلول 1976