أملٌ قد خاب
أملٌ قد خاب
أواه! وواحر قلباه!
لقد خابت آمالي،
واضمحلت أماني،
ثم ذبلت أوراقُ حياتي،
وحوَّم اليومُ المشؤومُ فوقي،
ونعب الغرابُ الساحم نعيبَ القلق الأبدي،
وراحت الأفعى تلسعني وتنفثُ فيَّ سمُّها الناقع.
إن البؤس اصبح سميري،
والخيبة هي خديني،
والتعاسةَ اصبحت صِنوي،
والشقاءَ رتَعَ في أحشائي،
بالهم أنام،
وبالحزن أحلم،
وبالهلع أستيقظ.
آمالي أوهام،
وأوهامي سراب،
وسرابي عذاب.
مأكلي بالغُموم،
وشُربي بالهموم،
وجمالي أصبحَ مذموم،
أصبحتُ حيةً ميتةً أتجولُ في عالم النار،
وأسبحُ في بحيرة من القار،
ويلاحقني شبحُ العار.
بالألم وضعتني أمي،
وبالشجن أجتزُّ غمي.
أطلُبُ الموت،
والموتُ مُوغلٌ في البُعد عني.
بتُّ أكرهُ الخلان،
وأبتعدُ عن الأقران؛
أقولُ هذا وأنا أحلفُ بالقرآن.
الوساوسُ تقطنُ في داخلي،
وتفكيري المُرعب يقضُّ عليَّ مضجعي
أحببته فأحبني،
ومن ثم نبذني.
لهذا أصبحتْ حياتي شوهاء،
وعيشي فيها كالرمضاء.
فأنا أحيا الآن في سراب،
وغدًا سيُواريني التراب.
بيروت، في 6/5/1972