داهش والأنسان

أين جمشيد ودَاريُوس

أين جمشيد ودَاريُوس

والشمسُ التي أشرقت على قصور الأكاسرة،

وذُكاءُ التي سطعت على عروش القياصرة،

إذا بها تتالَّق فتغمر بأشعتها قبورهم وقد توسدوها ورؤوسهم حاسرة.

أين جمشيد وداريوس وسواهما؟ – إنهم أصبحوا عظامًا نَخِرةً بالية!

أين أنطونيوس وكليوباترة التي كانت بكلمتها آخرةً ناهية!

أين هانيبال وقيصر وما كان يُحيطها من أُبَّهة وعظمة

لانتصار جيوشهما الظافرة!

اين بونابرت والاسكندر؟ لقد أصبحا أسطورةً يرويها راوية!

أين بلاطُ  سليمان الفخم الضخم؟

فقد اصبح مرتعًا لبوم الخرائب والذئاب الهائمة!

أين الأُلى حكموا وتكبروا، وظلموا وتجبروا

فسيقوا إلى جهنم المُرعبة بنيرانها الخالدة!

أين الملوك الطُّغاة، والأباطرة البُغاة بعد أن زلزل الموتُ عروشهم الآفلة!

فالموتُ أسكنهم اللحود بعد القصور المنيعة إذْ أنشبَ فيهم فولاذ أظافره!

تُرى، هل اعتبر مخلوقٌ ما فترك الرذيلة وتمسك بالفضيلة الناصحة الناهية؟

إنني واثق بأنَّ الجميع سيمكثون غائصين برذائلهم الساقطة السافلة،

وليت تردعهم كلماتي، فهي بشرعهم كخيوط العناكب الواهية.

                                                ميلانو، في 6/3/1974

                                         الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!