داهش والأنسان

إلى أخي سَليم

إلى أخي سَليم

إذا ثبتّ

                                     

الساعاتُ تمرُّ مرَّ السحاب،

والدقائقُ تتلاشى، فذهابُها دون إياب،

والايامُ تفنى بما تحمله من شقاء وعذاب،

والأعوامُ يفترسها القدر مثلما تفترس غنمها الذئاب.

وفجأةً، فجأة، يا أخي الحبيب سليم،

ترانا وقد خلعنا جسدَنا المادّي،

وتسربلنا بالرداء الروحي العجيب!

يا له من رداء بهي حبيب!

وأروحُ أجوسُ معكَ العوالمَ السعيدة،

بتلك الديار الإلهية البعيدة،

والسعادةُ، يا أخي، تسيرُ في ركابنا،

وكذلك يرافقنا عدد من أحبابنا،

وترانيمُ الملائكة بتسابيحها الشجية،

تتملك نغماتُها أرواحَنا البهية!

هناك، يا أخي، لا حزن، ولا كآبة أو دموع!

فالأفراح تقطن في أرواحنا، في تلك الربوع!

ونتدرج في الارتقاء الروحي، وتتكشّف لنا أسرار الوجود،

إذْ نعرف، يومذاك، أسرارَ الموت وسرَّ الخلود!

وتمضي الآجالُ، وتزحف الأجيال، وغيطتُنا في ازدياد!

ونسبِّحُ الله اسمُهُ، ونخلد بسعادتنا مدى الآباد!

                                      دُبيّ، أول تموز 1970، الساعة 2 بعد الظهر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!