إنها شمسي الساطعة
إنها شمسي الساطعة
ها أنا في سيارةٍ صغيرة مُنطلقة بي في طريق العودة
من مدينة هنود الهوبي إلى مدينة فلاك ستاف،
والمسافة بين المدينتين 175 ميلاً، قطعناها بساعاتٍ ثلاث ذهابًا،
وسنجتازها الآن في طريق إيابنا إلى فندقنا،
والزُّكام الرهيب ملازمٌ لي منذ يومين،
لهذا تراني قد ارتديتُ من الصوف أَسمكه،
ووضعتُ حول عنقي شالاً صوفيًّا ليقيني البرد،
بردَ هذه المناطق الثلجية.
وها إني أُشاهدُ من أُحبُّها كثيرًا، وهي تجلسُ عن يميني،
كما كنتُ أشاهدُ الشمس متصدِّرةً كبدَ السماء عن يساري،
وكانت أشعتها تُنيرُ هذه السهوب المُترامية،
والسهول اللانهائية، والأراضي الجرداء.
ولكنَّها، رغم هذا، لها جمالها الصحراوي الخاص.
وكانتِ الجبال الزرقاء تبدو من بعيد، موشَّاةً بأشعة ذكاء النيرة،
فإذا بزرقتها مُثيرةٌ وفاتنة.
وعمّا قليل سنصل إلى فندقنا، إذا لم يحصل لنا مكروه، بإذن الله تعالى؛
وإذ ذاك، سأطيل النظر إلى من أقدِّس أسمها،
فهي نبيلةٌ بكل ما تعنيه هذه الكلمة السامية،
فأنا لا أستطيع لمس السعادة دون أن تكونَ بجانبي،
لأنها شمسي الساطعة التي تنير لي طريق حياتي
لكي لا أتعثر بدروبها الشائكة المُخيفة.
في طريق العودة من مدينة الهنود لمدينة فلاكستاف الأمريكية
الساعة 4 ونصف بعد ظهر
29/1/1977