داهش والأنسان

تأملاتٌ عجيبة

تأملاتٌ عجيبة

أمضيتُ هذا النهار في تأملاتٍ عميقة

مُستعرضًا فيها حياة الإنسان القصيرة الأمد.

تُرى، ما هي الحكمة من قصة (الحياة والموت):

إننا نأتي إلى دنيا العناء مرغمين.
وما نكاد نفتح أعيننا حتى نصطدم بالشقاء الرهيب.

وتمرُّ أيامنا في سلسلة من أرهب الآلام،

ونتجرَّع كؤوس العذاب مُترعة حتى ثمالتها.

وتجرفنا الأحزان بتياراتها العنيفة.

بعد أن تنقضَّ على رؤوسنا الكوارثُ الجِسام.

والدموع… يا للدموع!

إنها تنهمر، وكأنها الغيث الهامي بغزارة عجيبة!

والذكريات التي تأبى إلا التحويم والتهويم حولنا…

هذه الذكريات الراحلة إلى غير عودة!

لله ما اشقى الإنسان، وما أمرَّ آلامه!

يفقد أحدُنا عزيزًا على فؤاده،

فتُظلم السماءُ بعد فقدانه،

وتكتئب الروح بعد غيابه،

وتغض أفراحُه وبهجاتُه،

لتحتلَّ مكانها أتراحٌ وأوجاعٌ مؤسية.

“إنَّ حياة الإنسان مهزلة المهازل”:

هذا ما جعلتُ أُردده في ساعة تأمُّلاتي”:

ولم أنته من تصوُّراتي التي حلَّقتُ بواسطتها إلى الأجواء العلويَّة

إلاَّ بعد أن لمستْني يد المجاهدة محاسن

وهي تقول: “ماذا بك؟” أجبتُها: “أوَّاه لو تدرين!

ولكنْ أنّى لكِ ذلك؟!”.

                                                         23 تشرين الثاني 1945

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!