خنزيران
خنزيران
قامَ في بلدة خطيبٌ بحفلهْ ذاكرًا كذبهُ لديهم ودجلَهْ
ثُمَّ نادى، مَنْ فاقني بنفاقٍ فإليه (الخنزير) مني جملهْ
***
فانبرى كاهنٌ وقال: ألا اسمع قصتي، إنها وحقك سهلهْ
أنا منذ الصبا كفرتُ بربي وقطعتُ البلاد وعرًا وسهلَهْ
كم وعظتُ الأنام كذبًا وقلبي هائمٌ بالحِسَان بنتًا وكهلهْ
أحتسي الخمرَ في الليالي وأغشى مائدات القمار بين الأهلهْ
وأزورُ البيوت أرقصَ فيها بسرورِ محلةً فمحلَّهْ
وأُحبُّ استلابَ مالِ اليتامى وقميصَ الفقير حتى وبغْلهْ
لَعنَ اللهُ جمعكم إنْ بخلتم أكرموني ولو بأصغر فجلَهْ
***
صرخ الجمعُ: ويح أمكَ يا مَنْ لاحَ بين الأنام ألامَ جبْلهْ
***
غير أنَّ الخطيبَ قال: اتركوهُ فلقد فاقني لأول وهْلهْ
هاكَ منّي (الخنزير) حالاً حلالاً وتوارى عنهم على ظهر بغلهْ
حاملاً فوق ظهره ما حبوه شاكرًا بينهم خطيبَ الحفلهْ
بيروت اول حزيران 1952