داهش والأنسان

سِرابٌ وأباطيل

سِرابٌ وأباطيل

ما الدنيا إلا دار للشقاء العظيم

لأن الحياة فيها مُرهقة، ودروبها شائكة،

فالتعاسة ترافق أبناءها منذ ولادتهم
حتى يوم يُلحدون فيه بقبورهم.

وأماني أبناء هذه الغبراء

إن هي أوهامٌ سرابية.

وما يظنونه لذاذات رائعة

إن هي إلا شهوات ترابية فانية.

يكدُّ كل منا ويكدح،

واصلاً ليله بنهاره ونهاره بليله،

وهمُّه الأوحد أن يجمع النضار،

النضار الطنان، والأصفر الرنان،

بائعًا في سبيل ذلك ضميره،

مُلحدًا وجدانه، ومُضيعًاً إيمانه،

حتى إذا ما كدَّس الأموال،

وظنَّ أنه قد تحقَّقت له الآمال،

إذ ذاك،

يتجلَّى له شبحُ الموت المُرعب،

وسرعان ما يحصدُ له حياته

بمنجله القاطع الذي لا يرحم،

وإذا به، بغمضة عين،

قد أصبح يتقلَّب في نيران الجحيم

عِوَضًا من انطلاقه إلى جنّات النعيم!

فواهًا لكِ، يا حياة، ما أتفهك!

وما أرعبك أيها الموتُ العادل!

                     نابولي في 21/5/1972

                     والساعة السابعة إلا ربعًا مساءً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!