صرخةُ الهول والفزع والرعب والجزع
صرخةُ الهول والفزع والرعب والجزع
كنتُ أسير على حافة جبلٍ شاهق سامق،
ووادي الظلمات أراه من قمة الجبل المُشمخر فأصاب بدُوارٍ هائل،
والطريق المُمتدَّة كانت سعتها عشرة سنتمترات دون زيادة،
وكانت قطعٌ من الصخور المُردمة تعترض الطريق وتسدُّ سُبُلها أمامي.
لا شجرةٌ أمد إليها يدي لتسندني،
ولا أعشاب صخرية أتشبث بها لتقيني.
وفجأةً ومضت السماء ثم أبرقت فأرعدت مُزمجرة بهديرٍ هائل،
وتبعتها أمطارٌ مُنهمرة كأنها الأنهار، ثم تلتها عاصفة هوجاء مرعبة.
وإذا بالرياح العاتية تقتلعني وتتلاعب بي كريشة عصفور مسكين،
وتلقيني في شدق الوادي المُرعب السحيق الأغوار.
وارتطم جسدي بمجموعةٍ هائلة من أشجار الغاب في الوادي،
وكان ارتطامي بغوريلا هائل الحجم
احتمى برؤوس الأشجار من الأمطار،
ثم استغرق في نومٍ عميق وتحته الوادي السحيق الأغوار.
وعند ارتطامي به بقوة وعنف سقط من الأعالي.
وكانت زمجرته المُخيفة يُرددها صدى الوادي في هذه الليلة الليلاء.
وتكسرت الأغصانُ تحتي فهويتُ مثلما هوى الغوريلا المُرعب.
ولشدَّة عجبي كان سقوطي على فراشٍ لَزجٍ متحرك
منع عني طحنَ عظامي وسحق كياني ثم فنائي وعفائي.
وأبرقت السماء، ويا لهول ما شاهدتُ من الهول المُقوض!
كانت ملايين بل بلايين من الأفعاي تملأ تلك البقعة من الوادي!
علوُّها هائلٌ حقًا فهي جبلٌ متشامخ.
والتفافُها على الغوريلا كان هائلاً إذ لم يظهر منه إلا عيناه المُرعبتان،
إذ كانتا جاحظتين وكأنه يستنجد بي
لأغيثه من الهول الذي أصبح سجينه.
وعندما التفت عليَّ! الأفاعي المُرقَّطة وراحت تلسعني بأنيابها الحادة،
صرختُ صرخة الهول والفزع والرعب والجزع،
واستيقظتُ على صوت صرختي الرهيبة المزلزلة،
وفتحتُ عيني وإذا بي بفراشي.
ولم يكن ما شاهدتُه إلا حلمُا من الأحلام الهائلة الرعب!
مدينة بلوفديف – بلغاريا، في 26/9/1972
الساعة الثالثة بعد الظهر