غرّد وطار
غرّد وطار
إضمحلّت فتوّتي ، وتلاشت أعوامي ، وعزمي قد خار
وأُبيدت أحزاني ، ومُحقت مسرّاتي ، وتلاشت كالبخار
واهاً لأعوامي ، مضت سريعاً ، فإذاها تحطّمت كالفخّار !
لا شيء في دنياي يجعلني سعيداً ، فلا سؤدد ولا فخار
جميعنا سيطوينا الردى : من خسر الحرب ، ومن حاز الانتصار
مهازل الدّنيا عجيبة ، وغرائبها جابت الجبال والأقطار
بالأمس كنت فتى ملء بُرديه شباب ، ودمُهُ ثائر وحارّ
واليوم أصبحت مُسنّاً ، وشيخاً مُهدّماً ، ومُجدباً كالقفار
تلاشتْ عزيمتي ، ووهنتْ قواي ، وخبتْ بداخلي شُعلة النار
أين بهجات الصّبا ؟ وأين جنيُ الورود وقطف الثمار ؟
رحماك ربّي ، أغفر ذنوبي ، وامحِ حوبي ، أيّها المُقتدر القهّار
واهاً ولوعة ، كيف توارى شبابي ؟ إنّه كناريّ غرّد وطار !
فندق بدفورد بباريس
ظهر 24/11/1978