في جنّة الخلد أرتع بين تخومها
في جنّة الخلد أرتع بين تخومها
وما من يد إلاّ يد الله فوقها .
وما صحراء إلاّ تضجّ بنوقها ،
وروحي سبحت بخيالها نحو العلاء ، نحو غاية توْقِها
فمتى متى تخلع رداءها المادّي ؟ فهذا مُنتهى شوقها ،
تمنّيت الهروب من عالمٍ تعيس فحلّقت بخيالي فوقها ،
فوق صحراء مترامية أبغي البقاء في نجودها .
هنا لا امرأة تُغريني ، ولا كاعب تُشوّقني لنهودها .
ولا لاه يُبعدني عن إلهي ربّ السماء ونجومها ،
أعبده فيها قانتاً مصلّياً ، طالباً عفوه قبل دنوّها .
وما تنطلق روحي من جسدي الفاني حتى تبتهج وتدفع بنودها .
هناك في جنّة الخلد أرتع فرحاً بين تخومها .
فمتى متى ، يا إلهي ، أشاهد أنوارك ،
بعدما كانت روحي أشدّ العذابات تسومُها ؟!
تورينو ، في 28/2/1974
الساعة الثالثة إلاّ ربعاً بعد الظهر