داهش والأنسان

قد طوت كسرى وَدَارا

قد طوت كسرى وَدَارا

 

1

قد ذهبنا ورجعنا

ومضينا ثم عدنا

وعليها لم نزلْ!…

ويحنا كم نحن نُحٍنا

نرفع الهامَ ونُحنى

منذ أن كان الأزلْ

2

يا بني حواء توبوا

يا بني الغبراء ثوبوا

وارعووا عنها وتوبوا

علَّه يُغفرُ حُوبُ

3

نحن بُحنا نحن بُحنا

فخسرتم وربحنا

إذ مكثتم نحن رُحنْا

وتعبتم فأُرحنا

وبكيتم ففرحنا

وشقيتم فانشرحنا

4

يا بني الآثام والأرض الشقيَّة

قد فقدتم لذة العيش الهنيهّ

تبحثون عن أباطيل دنيَّهْ

وسخافاتٍ مدى العمر زريَّهْ

تدأبون السعي عنها في بكورٍ وعشيهْ

وابتعدتم عن حياة عذبةِ الوردِ نقيهْ

واندثرتم فدفِنتم في قبورٍ حِنْدسِيهْ

5

أنتمُ في الأرض تسعون سكارى وحيارى

نحن في جنَّاتِ خُلْدٍ في الأعالي نتبارى

خسئتْ دنياكمُ… أرضٌ عليها الذلُّ دارا

يا لدارٍ وديار قد طوت كسرى ودار(1)

كلُّ سلطانٍ عليها قد تناءى وتوارى

هكذا يا صاح وَلّى العمر، كالبرق، وطارا

هو جبَّارُ البرايا عكّر الجوَّ وثارا

بغتةً لاح قميئًا فبدا الجبَّار فارا

6

يا خليلي كل من سار على الغبراء حارا

إي، وربي، كل من فيها ارتدى ذلاً وعارا

اين كنتم؟ كيف صرتم؟ يا حيارى يا سكارى

والقبورُ الفاغرات الدوف تطويكم بوارا

حنظل الشر سقاكم أكؤسًا حُوِّلْنَ نارا

نحن في دار الدنايا كبَّلونا كالأسارى

فمتى يا ربُّ نقضي لنرى تلك الديارا

4 حزيران 1946

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!