داهش والأنسان

قلبي حزين

قلبي حزين

قلبي حزين ونفسي ثكلى،

والألمُ المُدمى يجثمُ في أعماق كياني،

وروحي تنوح، وما يضنيني… به لا أبوحُ،

وغيومٌ من المآسي تنتشرُ فوق رأسي،

والهمومُ طوقتني فأصبحتُ سجينها المسكين.

آه! قلبي حزينٌ، قلبي حزينْ.

نيويورك لم تستطعْ أن تدع البسمةَ تزورني،

فما تضجُّ به يُخيفني ويُزعجني،

وملاهيها… تشمئزُّ منها روحي ولا تُدانيها،

ولن تستطيع إبهاجي نساؤُها وغيدُها.

فلتصطرع بجموعِ بيضها وعبيدها.

آه! قلبي حزينٌ، قلبي حزينْ.

إني أخافُ الغد وما سيفاجئني به من رزايا؛

إني أخاف غدره، أخافُ ختله، أخافُ مكره؛

وما حيلتي، أنا التعيس، فإني أتلقى الشر مكرهْ؛

ربَّاه، ماذا أصنع لأنجو؟ أي إلهي ألهمني فكرة؛

أم تُرى الخلائق، كلٌّ منهم سيلاقي قدره؟

آه! قلبي حزينٌ، قلبي حزينْ.

يا أيامي الأيامى! يا أيامي اليتامى!

أنا لا أُبشركِ بالطمأنينة حتى يوم القيامة.

فمذ كنتُ طفلاً، رافقتني المتاعبْ،

وكان البومُ يقفُ بجواري وهو ناعبٌ،

لهذا تراني عازفًا عن دنياي، وبها لستُ براغبْ،

آهّ! قلبي حزينٌ، قلبي حزينْ.

الموتُ أراهُ نعمةً إلهيةً وهبةً سماوية،

فهو يُنسيني آلامي ويضعُ حدًا لأشجاني؛

فلأطلبْ من الله هذه المنحة الفردوسية،

التي تنقلُني من عالمِ الشقاء إلى ديار الهناء،

فكفاني، كفاني، ما لاقتيه فيها من عناء وبلاء.

آه! قلبي حزين، قلبي حزين.

                                                                        نيويورك – الساعة السادسة صباحًا

                                                                                  تاريخ 11/3/1976

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!