داهش والأنسان

كلّ ذئب لأخيه حُفرة قد حفر

         كلّ ذئب لأخيه حُفرة قد حفر

 

من صبر ظفر ، ومن لجّ كفر .

آه ، ليتني أعيش بقيّة عمري في القفر ،

فمن سكن المدن وانغمس في رذائلها فلنفسه قد حقر .

ومن أوغل في البعد عنها وقنت لربّه فقد ظفر .

ففي العواصم تجد كلّ ذئب لأخيه حفرة سحيقة قد حفر .

ومن كَنَزَ مالاً تراه ، ليل نهار ، لهذا المال قد خفر .

ليتني خُلقت طيراً جميلاً ، إذاً لكنت حلّقت في الفضاء البعيد كالصقر .

وهكذا أبعد عن أُناس يدّعون التقاوة وهم أوّل من ستلسع وجوههم نيران سقر .

قطار عمري غمرته الأعوام ، وقريباً سيدركه يوم السّفر .

طوال عمري كرهتها (7)، وبسببها لا يستقرّ لي مُستقرّ .

أتمنّى غروب شمسي من عالم أحياؤه في آذانهم وقرٌ وأيّ وقر ،

تراني أشبّههم بالوحوش ، بالضباع ، بالذئاب ، وبالبقر .

كلّ منهم يدّعي الشهامة ، والأنفة ،

والعزوف عن الدنايا ، وبارتكاباته الشائنة لا يُقرّ .

قذارات الخلائق وشائناتهم المُدنّسة لطّختهم سواء أكانوا بيوم قيظ أو يوم قُرّ ؟

فالسعيد السعيد من يقال عنه : لقد خلع مُغريات الأرض وعنها فرّ !

 

                                                          فلورنسا ، تاريخ 10/3/1974

                                                          الساعة التاسعة والنصف ليلاً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!