لاس فيغاس لم تستهوني
لاس فيغاس لم تستهوني
أنا الآن في مدينة لاس فيغاس، مدينة الملاهي المشهورة،
وقد وصلتُها في الساعة السادسة إلى 11 دقيقة من مساء 25/1/1977.
إن هذه المدينة غارقةٌ من قمَّة رأسها حتى أخمص قدميها بملاهيها؛
هذه الملاهي التي تضجُّ بما يُرتكبُ فيها من نحرٍ للفضيلة، المصلوبة بعنف.
فالملايين تُنفقُ فيها بدون حساب، وتتبخَّر على موائد قمارها النهمة، فضلاً عن النضار الذي يُسفحُ على أقدام غانيات عواصم الكرة الأرضية.
فالفنادق تعلو من مكروفوناتها أنغام آلات الطرب على اختلاف أنواعها.
والناس فيها سكارى، حيارى،
ينقلون أنظارهم من غادة، لكاعبٍ، لناهد،
والشهوة تبرز من عيونهم،
مثلما تبرز أنياب الذئاب عند مشاهدتها لفرائسها.
والليل يُطوى والنعاس لا يطرق العيون اليقظى على مشاهدة المحرمَّات.
وقد نسي الجميعُ يومَ الحساب، ذلك اليوم العصيب الرهيب!
لقد نحروا الفضيلة، ورقصوا على اشلاء العفاف،
وطربوا طربَ الأبالسة الطعام.
إنَّ يومًا حالك السواد مُدْلهم الجلباب، سينقضُّ عليهم انقضاض النسور.
وفي ذلك اليوم المُرعب تنقضُّ الأهوال المزلزلة على هؤلاء الغافلين،
فإذا بهم، وقد زُلزلتِ الأرض بهم، وتقوَّضت أركانُها فوق رؤوسهم؛
فيندمون ولكن لات ساعة مندم، لأنَّ القصاص هو من نوع العمل؛ وإذ ذاك سيخلَّدون في جحيمهم، يتقلّبون فيه على جمر الغضا، جزاءً لهم على ما اقترفوه من آثامٍ وذنوبٍ متسلسلة، دون أن يُعيروا الفضيلة أُذنًا صاغبةً،
وما ربِّك بظالمٍ لعبيده إنما هم لأنفسهم ظالمون.
لاس فيغاس
الساعة 7 و 10 دقائق من صباح 27/1/1977