داهش والأنسان

لبنان أيها التعيس

لبنان أيها التعيس

الحُمم تنصبُ والقنابل تتفجر

والديناميت يلعلع والرصاص يدوّي ويصفر

والمُقنبلات تدكُّ الحصون فتمزقها ثم تعصف بها وتدمِّر

والمدفعية تحمحم برهبوتها، فإذا بالشوامخ تخرُّ وتتبخر

والصواريخ تشق الفضا بجبروت هائل وهي تُدمدمُ وتُزمجر

والخوف عم البرايا فكل ابن حواء مُرتعدٍ ومُنذعرُ

صراخُ ونحيبُ وعويل مزَّقت سكون الليل بعد أن طالت أشهر

نكباتُ طوقت لبنان بأسره! يا ويله! الاعداءُ به قد سخروا

حُرم ابناؤه النوم، فالمنايا ترغم الكل أن يسهروا

الأخُ يقتل أخاه، والأبُ يبطش بابنه، فالكلُ سلاحهم شهروا

جثثٌ ملات البطاح، فبدون جريرةٍ هؤلاء التُعساء نُحروا

حُسين قُتل لأنه مسلم، ويشوع مثل بجسمه إذ باسم مسيحه يجهر

والمسيحُ ومحمد يتبران من هذا المخازي المُرعبة فهم وراءها تستروا

أشلاءُ ممزقة تلعقُ الكلابُ دماءها يا ويحهم! قد طغوا وتجبَّروا

وثكلى جُنَّتْ لهول مصابها، فضحكها وعويلها لن يحياهم، فقد قُبروا

وشابٌّ ملء برديه الشباب سُمِلَتْ عيناه وأطرافه قد بتروا

وصُلِمت أذناه وشوهت وجنتاه وبطنه قد بقروا

لا لِذنْبٍ جناه أو إثمٍ أتاه قطعوه – يا ويله! – إربًا إربًا وإياه قد شهروا

مقابرٌ مُلئت أجداثها بجثث الضحايا فيا للويلات المُرعبة كم هي كثرُ!

أهوالُ تتلوها أهوالٌ، فيا للأهوال المُزلزلة وهي تميد وتهدُرُ!

وإذا استمرت المخاوفُ تترى فجميع سكان لبنان لا بدَّ من أن يبحروا

وسيضمحلُ لبنان بذهاب بنيه بعدما تُمزقُ أوصاله… وشرايينه تُفجَّرُ

وعندما يدون التاريخ أنباء مذابحه المُرعبة وضحاياه الذين قُتلوا وتبعثروا

سيقول كان يوجد شعبٌ اسمه الشعب اللبناني ولكنهم مخروا

إذ حارب بعضهم البعض وتذابحوا ثم فنوا وتبخروا!

فدعونا نذرفُ دموعنا لوعةٌ عظمى على لبنان وعليه نتحسَّرُ!!

                        بيروت، الساعة الواحدة بعد الظهر تاريخ 25/10/1975

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!