لن يتعظوا
لن يتعظوا
حلمٌ هي الحياةُ ووهم سرعان ما يتبخَّر.
فالآمالُ التي تراودُنا وتحثُّنا على المسير،
والمشاريع التي نخطِّط لها ثم نباشر بتحقيقها،
والجهود التي نبذلها في سبيل جمع المال، والمال فقط،
تدعنا مُنهمكين ليل نهار لنُحقِّق مكاسب مُحترمةً
غير عالمين أن الموتَ يترقبُ خطواتنا،
مُحصيًا علينا الدقائق قبل الساعات.
وبمضي الأعوامِ ترانا، وقد ابيضت شعورنا، وانحنت ظهورنا
وتساقطت أسنانا، وتجعدتْ وجوهنا.
وظهر ثقلُ الأعوام على ملامحنا؛
وهنا يقهقهُ الموتُ قهقهةَ الظفر التَّام،
فيتجلَّى أمامنا، ومنجلُ الموت بيده الشائكة؛
ثم يحصد أرواحنا، فإذا جُثثُ هامدة، وقد تركنا ما بذلنا في سبيله نشاطنا وذكاءنا أعوامًا عديدة، منذُ شببنا عن الطوق؛
ويأتي غيرنا فيستولي على ما جنيناه.
وهذا ما ينطبقُ على جميع أبناء الكرة الأرضية
دون أن يستفيد أي منهم من واقع الحال المؤسي؛
إذْ إن المال هو المسيطر على أبناء الأرض،
وهو ربُّهم الأعلى الذي يقودهم إلى الدرك الأسفل
لعلهم يتَّعظون عندنا يتَّقمصون ثانية. فهل سيتَّعظون؟\
“إقرأ عنوان هذه القطعة”
كتبت في منزل الأخ سليم قمبرجي بشيكاغو
الساعة 11 وربع من ليل 2/4/1977