لِكل بَداية نهاية
لِكل بَداية نهاية
كبرتُ واصبحتُ شيخًا باليًا،
فاسناني ذهبَتْ، ويدي تعطَّلتْ؛
ومنذ ثلاثةِ أيام أُصبت بزكامٍ هائل،
فإذا بأذنيَّ، وقد تعطلتا عن السمعّ
فلماذا، لماذا لا يستلُّ ملاكُ الموت روحي؟
ولماذا لا تقفُ ضربات قلبي،
فأنطلق من عالم العذاب الرهيب؟
ولماذا لا تخرج روحي،
فإذا بي وقد اصبحتُ بعيدًا عن عالم المادة المُخيف؟
وإذ ذاك أحلِّق حرًّا طليقًا،
مُنطلقًا نحو فراديسَ عجيبة بجمالها الأخَّاذ.
إنَّ الأيام المُتكاثرة حطتْ عليَّ بكلكلها فنؤتُ بها،
وابتدأتْ أعضاء جسدي تموت فيها الحياة عضوًا فعضوًا
لقد أصبحتُ لا أصلح لشيء في عالمي الارضيّ،
ووجودي فيه هو استمرارٌ لعذابي المتواصل.
فرحماكَ يا خالقي، وامنح روحي، هذه الروح الحزينة،
نعمة الانطلاق من سجنها الجسدي المُخيف؛
وإذْ ذاك يتجدَّد شبابي،
ولا يعود يمكن لعضو أن يسري فيه الفساد،
لأنَّ الروح خالدة ولا يستطيع أن يؤثر فيها.
وما صلاتي إليكَ يا إلهي وإله جميع المخلوقات،
إلا لتأذن لروحي التي أنهكتْها حوادث الزمان
أن تنطلق نحو فراديسكَ الإلهية،
لتخلدَ فيها متنعمةً بما تحويه من بهجاتٍ أبديَّة
مدينة فينكس الأمريكية، الساعة 10 من ليل 30/1/1977