مَات عامٌ ووُلدِ عَام
مَات عامٌ ووُلدِ عَام
استقبالُ عام 1975
مات عام 1974،
ودُكَّتْ أُسسهُ،
وتلاشت أيَّامُه،
وانصرمت أسابيعُه،
وفنيتْ شهورُه،
وكأنه ما كان.
فما أشبه الأعوام بحياة الأنام.
يُولدون، فيشبُّون عن الطوق،
ثم يبلغون مبلغ الشباب فالشيخوخة،
وأخيرًا يأتيهم داعي الموت،
فينطلقون من رحاب دنيانا الفانية.
ينطلقون، وحبهم لاكتناز المال لم يخفّ،
وشهوتهم المُتأججة للمباذل لا تستطيع أن تُطفئها
محيطات وأنهارُ هذا العالم الغارق في المعاصي.
لم أرَ أيًّا منهم جديرًا بالاحترام والتبجيل،
لأنهم جميعهم في ارتكاب الموبقات سواء.
أما من هو جدير بالتقديس،
فما هو إلا رجلٌ فردٌ لا يُضاهيه مخلوقٌ آخر.
وهذا الرجل المعجزة، لو أراد،
لدَانتْ له الدنيا بما فيها من أطايبَ زائفة،
وبما تحويه من قصورٍ باذخة،
وكواعب حُورٍ عين،
وطعامٍ شهيّ،
ومالٍ كمالِ قارون إنْ لم يزِدْ.
ولكنه ازدرى كلَّ ما ذكرت.
إزدراه، واحتقره، ونبذه نبذ النواة،
وأعلن بصوته الجهوري قائلاً:
– إن ديدني هو الحقيقة لا سواها،
وهي ما أسعى إليه وما أحيا لأجله.
فلا النُّصار يستعبدني،
ولا المرأة تُغويني.
مَنْ هو هذا الرجل العظيم؟
بل مَنْ هو هذا القديسُ المتبتِّل؟
بل مَنْ هو هذا النبيُّ المرسَل؟
إنَّه غاندي!!
غاندي رجُلُ الصلاح،
رجل الحقيقة الساطعة سطوعُ الشمس في رابعة النهار،
رجُلُ السموِّ العظيم،
قاطنُ الفردوس الإلهي،
الراتع في جناتِ النعيم حيثُ يُقيم.
فإليه،
إلى روحه النقية،
إلى فنائه بحب الحق…
بحبِّ العدالة…
بحب الإنسانية المُعذبة…
اليه أرفع كلمتي في مطلع هذا العام، عام 1975،
راجيًا أن يُقوِّي الله يقيني،
ويُسدِّد خطواتي،
وينصرني نصرًا مُبينًا.
فمن ترك الله تركه الله،
ومن تشبث بأهدابه عن إيمانٍ ويقين،
نال ما استحق من رب العالمين.
وداعًا أيها العام الراحل،
وأهلاً بك أيها العام الجديد!!
بيروت، الساعة الثانية عشرة ظهرًا
تاريخ 1/1/1975