نشيدُ الشرف
نشيدُ الشرف
من كتاب مذكرات دينار للدكتور داهش ص 216، طبعة أولى
النار ولا العار أيُّها الدينار الذهبي
والجوع ولا الشبع أيُّها البراق الصغير
والهزء مع السخرية والازدراء برغبة الشرير.
لقد حاول النذل ذبح الحمل والولوغ بدمائه النقية
ذلك الذي قلّدوه صولجان العدالة السماوية
فدنس اسمها وعفى رسمها واتخذها وسيلة لغاياته اللئيمة
واستغلها لقضاء لباناته وأخضعها لنزواته وشهواته الأثيمة.
بالأمس أيها الدينار حاول الوغد إغرائي
فاصطدم بعزة نفسي وعنفوان شرفي وإبائي.
فكيف ترضى البقاء في رفقته
أو المكوث تحت سقف منزله ومشاهدة أسرته؟
وهل الجماد ينجذب إلى الأدنياء دون الشرفاء
ويتآمر على الاتقياء دون السفهاء
ويمكّن الأغنياء السعداء من مراودة الفقراء التعساء؟!
إن هذا كثير أيها الصغير وهو جدّ مُثير.
فهل ترضى أنت للبؤساء هذا المصير؟
منذ أيام فقدت صديقتي الفقيرة شرفها لأجلك
وخضبت عفافها الطاهر بسبب دينار مثلك.
وما لبثت أيها المستدير الوجه حتى غادرتها مسرعًا
إذ ما كادت تتملَّى مُشاهدة وجهك المستدير
حتى اسرعتَ بالفرار من بين يديها، فتحطَّم قلبها الكسير
بعدما ابتاعت بثمن عفافها
ما هي بأشد حاجة إليه للقيام بأودها.
فكيف لا تثور العناية الإلهية على هذه البشرية
وكيف لا تنزل عليها صواعقها النارية؟
فتدك قصورها وتثل عروشها
وتسحق وحوشها لتعود فتمحق جيوشها؟…
إن سلطانك غريب وعجيب
أيُّها الدينار الذهبي الرهيب
ولكن على النفوس الخسيسة!!…
1945