هذا هُو فصل الخطاب
هذا هُو فصل الخطاب
مرت أعوامي بسرعةٍ وطُويتْ طيِّ السحابْ
وأيامي الآن أصبحتْ مُكتنفةً بالضبابْ
عشتُ سني أسفًا بين كل ذي ظفرٍ ونابْ
ولم أرَ أيًّا منهم قد ندمَ عن معاصيه أو تابْ
فالحاكمُ منهم مُتكبِّرٌ مُتجبرٌ ظالم يتحكم بالرقابْ
كلُّ من فيها لصوصٌ أجنياء يتسربلون الأوشابْ
قويُّهم يعتدي على ضعيفهم ويقذفه بأفحش سُباب
ونساؤهم يتهتكن ويتبارين بكثرة الإنجابْ
تعبتُ إذ جبتُ مُدُنها وأنا أرتدي الجلبابْ
فلم أجدْ فيها إلا كل دنيٍّ زريّ ومُختلسٍ سلاَّبْ
لا شيءَ فيها – دنيايَ – سوى مساوئَ وطنينِ ذبابْ
لذا سأُودِّعها غير مأسوف عليها وليس لي فيها أحبابْ
لقد عرَّيتُها من المحاسنِ وقلتُ حقًا: وهذا هو فصلُ الخطابْ.
بيروت، الساعة 9 صباحًا
تاريخ 6/1/1975