وتفجرّت دُنيَانا
وتفجرّت دُنيَانا
زأرَ الصاروخ النوويّ فإذا الرّعب سائد
رُدِّمت دنيانا، واندثرت شوامخها، وكلُّ شيء فيها اصبح بائدْ
والبرايا صعدت أرواحهم تشكو لخالقها تلك الأهوال والشدائد
مدينةُ الأجيال تهدَّمت، تقوَّضت، ولم يعُدْ فيها ذاهبٌ وعائدْ
كلُّ ذي نسمة صمت أبديًّا، فلم يعُد في الدنيا شاتمٌ أو حامدْ
تفجَّرت الارض، وابتلعت قاطنيها من كل شابٍ وشيخٍ وناهد
سكونُ القبور خيّم عليها، إذ فنيتْ ولم يبقَ عليها أيُّ رائدْ
أطماعُ دنيا فجرتها، فككتها،
فإذاها كالعهن تلاشت، ذابت، لأجل المائدْ
كل بنيها جوزوا، فليس فيهم من يضارع قديس الهند غاندي المُجاهدْ
بلابلُ الروض اندثرت، وفُنيت اغاريدها، والله شاهد
فزلزلتْ دنيانا، وتفككت أُسسها، إذ عصفت بها الرواعد
هي استحقاقاتٌ انقضَّت على أهل الأرض
فإذاهم مُفككو الأرجل والسواعدْ
وفغَر الجحيم فاه وابتلعهم، فهلعوا وإذا كلٌّ منهم مذعورٌن قائم وقاعد!!
في السيارة الذاهبة إلى نيويورك
الساعة 10 وربع صباحًا تاريخ 14/2/1977