يا لضيعة الآمَال
يا لضيعة الآمَال
السعادةُ ليست في المالْ
إنما هي في راحة البالْ
ومن كثرَ نضارُهُ حط عليه بلبالْ
سعيدٌ من لم يكنز الرنانَ بالأرطالْ
ومن لم يدخرِ الفضة الصافية بالأحمالْ
ينهكون قواهم بالبحث عنه في السهول والجبالْ
ناهبين الفيافي جائبينها على ظهور الخيول والجمالْ
ولو عقِلوا لفضلوا عليها ارتداءهم الأسمالْ
فمن ضيَّع حياته في جمعها بالأوشالْ
بائعًا ضميره، مسخِّرًا وجدانَهُ، مُكثرًا للجدالْ
متجاهلاً أنه قريبًا سيُغادر هذا العالم، عالم الهزالْ
متوسدًا قبره بعد أن أفقده مرضه شهيَّ الأمالْ
وبعد أن أُرهقَ جسدُهُ إذْ حمله فوق طاقته أبهظ الأثقالْ
فجاءَه داعي الحِمامِ مناديًا إياه: أيا أحطَّ الأنذالْ
سأنتزع روحك الأثيمة أيها المُداجي المُحتالْ
وهكذا يُسجى في تابوته تابعًا لِمَنْ سبقه من الأرتالْ
بعد أن يزدهي بعقاراته، وبها يتباهى ويختالْ
وروحه تهوي للدركاتِ وهي تنوءُ بأوزارها ذاتِ الأهوالْ.
ويتنعَّم سواه بما جناه، يا للمهزلة ويا لسوء المالْ!
فهل من متعظٍ فيعتبر، أم تراه مترددًا بين إدبارٍ وإقبالْ؟
وما أنا إلا ممن ذكرت، فيا ليحرتي ويا لضيعة الآمال!
بيروت. الساعة التاسعة والنصف ليلاً تاريخ 2/2/1975