داهش والطبيعة

الدينار الذهب السعيد

الدينار الذهب السعيد

أو

قم لأجلس مكانك

                                            

أيها الدينار البراق المُستدير،

أنا أغبطك لأنك تثوي بين تلَّتين رائعتين،

تنامُ بينهما هادئًا هانئًا مطمئنًا قرير العين.

تقضي نهارك مُتأرجحًا في ظليهما العجيبين،

لامِسًا نعومتهما الفائقة وأنت منتشٍ بلذَّةٍ سرمدية.

فوالذي أوجدك وأوجدني كم تمنيتُ لو كنت مكانك،

إذاً لكنتُ أسعد السعداء وأكثرهم حظًا.

ولكني وُلدتُ إنسانًا ولم أخلق جمادًا،

ولذا احتاطتني الهموم وظلَّلت سمائي كثافة الغيوم.

وإذ أُودعكَ، أؤكد لك أنني أغبطك،

فمكانكَ الجالس فيه يفضَّل على عروش الملوك.

فأنت تبوأ مكانك والسعادة تحفُّ بك،

والفرح الدائم يحيطكَ إحاطةَ السوار بمعصم الحسناء؛

بينما الأباطرة والقياصرة يجلسون على أرائك أحكامهم،

والشقاءُ يحيط بمكانهم، والتعاسةُ لا تفارق لهم ظلاًّ.

لله كم أحسُدكَ أيها الدينار الذهبي البراق!

وليتني كنتُ مكانك.

                        الولايات المتحدة الأمريكية.

                        الساعة 10 و 10 دقائق من ليل 13 – 11 – 1976

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!