داهش والطبيعة

بحيرة في كرنتش

بحيرة في كرنتش

سلامٌ عليك أيتُها البحيرةُ الضاحكة، سلام!

سلامٌ خيَّمَ على ربوعكِ بعدمَا ذاب جليدُك الصاقع.

لقد توقفت الأمطارُ عن الانهمار فوقك أيتُها البحيرة!

والبروقُ التي كانت تنيرُ ظلماتِ الليلِ الدَّجوجي قد انتهى عهدها الآن؛

والبردُ الشديدُ المبيدُ الذي كان يستعمرُك،

رُفعتْ أثقاله عن كاهِلكِ، فإذاك مُشرقة نيّرة؛

والأزهارُ ابتدأت تتوج ضفافك الظليلة،

والزنابقُ البيضاءُ ابتدأتْ بالظهور لتزيد جمالكِ جمالاً،

والأشجارُ التي اسقطت أوراقها عواصفُ فصلِ الشتاءِ الكئيب

طفقت تباشيرُ الربيع تعيد إليها حلّتها الخضراء الفاتنة؛

والطيورُ المغرّدة أخذتْ تزورك مُنشدةً إياكِ

نشيدَ الحب العارم والبهجة المتدفقة؛

ثم تحطُّ على صفحتك لتروي ظمأها من مائك النمير.

وها أنتِ، وقد طربتِ إذ ثملت برائحة الربيع المُبهج،

فإذا بمياهكِ وكأنها صفحةُ مرآة شفافة

تنعكس عليها ظلالُ الأشجار الباسقة.

أيتها البحيرةُ الرائعةُ الفتنة الخلابة!

إن جمالكِ هو السحر الحالم!

فروعتُكِ مُذهلةٌ وبهاؤك سحريّ.

فسُبحان من كونكِ لكي نترنَح لفرطِ نشوتنا عندما نمرّ بقربكِ.

آه، ما أشد فتنتكِ أيتُها البحيرة الهاجعة بثنايا الغاب!

                           الولايات المتحدة الأمريكية

                        الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر 12/3/1977

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!