داهش والطبيعة

تفجرت البراكين وانقضت الصواعق

تفجرت البراكين وانقضت الصواعق

                                 

أحبُّ ثورة العاصفة الجارفة!

أحبُّ وميض البرق الخاطف!

أحبُّ دويَّ الرعد القاصف!

أحبُّ زمجرة عناصر الطبيعة المهتاجة!

أحبُّ اصطفاق الرياح الغضوبة المُنقضة!

أحبُّ الأعاصير العنيفة الثارة بجنون عاصف!

أحبُّ غضب البحر واهتياجه وارتفاع أمواجه الجبروتية المُشمخرة!

أحبُّ تفجر الزلازل المُدمرة وهي تبيد العواصم وتمحو وجوجها وتلاشيها!

أحبُّ ترانيم البراكين النافئة حممها بجبروت صارم!

أحب سماع دوي المدافع وهي ترجم الصروح فتدكُّها دكًّا!

أحبُّ مشاهدة المعامع الحربية التي لا تبقى ولا تذر!

أحبُّ أن أصغي لأخبار ملاحم الحروب العالمية

وما خلقته من ويلات ومآسٍ مُذعرة!

أحب ثوران نيران جهنم المتقدة بأهوالها الهائلة!

أحبُّ مطالعة أخبار حروب جنكيزخان المُرعبة!

أحب قراءة أنباء مجازر هولاكو المُخيفة!

أحب أن أتصفح أنباء مذابح تيمورلنك المُقضَّة للمضاجع!

أحبُّ مراجعة تاريخ حروب الإسكندر وويلات معاركة الجبارة!

أحبُّ الإصغاء لما دونه التاريخ عن سلسلة معارك نابليون الحربية!

أحبُّ عنفوان هتلر واجتياحه للمدن وجعله عاليها سافلها!

أحبُّ أن أرى بعين خيالي كيفية تدمير مدينتي سادوم وعامورة!

أحبُّ أن أتمتع بفصل التوارة المنبئة عن الطوفان المُجلجل الماحق!

أحبُّ لو كنتُ أنا العاصفة الجارفة والبرق الخاطف!

أحبُّ أن أكون أنا الرعد القاصف والهول العاصف!

أحبُّ لو كونتُ قنبلةً هدروجينية تبث الرعب وتردم عواصم دنيانا!

أحبُّ لو كنتُ الزلزال الكوني المُدمر والمُبيد للكرة الأرضية الفاسدة،

لعل بعد هذا الدمار الشامل ينبثق عالم فاضل!…

لكنه حلمٌ… وهمٌ… آمالٌ زائفة…

خيالٌ جامحٌ… سرابٌ هاب…

فحيث يوجد بشر فهناك يستقر الشر!

واأسفاه!

                                      بيروت، الساعة 5 من فجر 15/4/1979

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!