جمال الغاب
جمال الغاب
سأذهبُ إلى الغاب البعيد البعيد،
مُغادرًا مدينة الأكاذيب والسفاهات،
مُنطلقًا نحو الأحراج الكثيفة
الثاوية بين الآكام النائية.
وسأبتني لي عرزالاً فوق أغصانها الخضراء الفاتنة.
وسأتناولُ من ثمارها الشهية ما يقومُ بأودي.
وسأفترش عشب المروج العامرة بأفتن الأزهار
وسأرتوي من الينابيع البكر والجداول النميرة.
وسأشنفُ سمعي بأغاريدِ طيور الأجمة الرائعة.
وسأصغي لموسيقى البلابل ولأناشيد العنادل.
وسأذهل من الفراش المُحوِّم على الورود البرية.
وسأتنشق عبير الأزهار العطرة الندية.
وسأسكرُ من عذوبة النسيم الذي يداعبُ وجهي برقَّة،
وسأسبح الله عندما أشاهدُ تساقد مياه الشلال العظيم.
وسأُنشدُ على الناي صلواتي الروحي لبارئ البرية.
وعندمات تجنحُ الشمسُ نحو الغروب،
وأُشاهدُ قرصها الناري المُستدير يعتلي أبراجَ الفضاء،
ليعودَ فيختفي وراءَ الأُفق اللازوردي شيئًا فشيئًا،
إذ ذاك يسودُ الظلام أرجاءَ غابي السحري،
فأهرعُ إلى عرزالي وأستسلمُ لسلطان الكرى العميق،
إذ فيه أجوسُ عالم الأحلام البهي.
بيروت، الساعة الخامسة إلا ربع مساءً تاريخ 21/1/1975