داهش والطبيعة

زهرة اللينُوفار

زهرة اللينُوفار

يا زهرة اللينوفار المقدَّس

إنّ فتنتكِ المذهلة

سَحَرَت البُحيرة الرائعة بجمالها المغري.

أشجار الصّفصاف انخفضت أغصانها

لتقبّل بتلّاتك العجيبة الألوان

والبطّ الذي تجوب أسرابُهُ آفاق بحيرة الغاب الفتّان،

سُحِرَ بكِ، أيتها الزهرة الفردوسية،

وإذاه يجثم بجوارك ويحطّ رحاله حيثُ تقيمين.

والفراش الملوّنُ حَوّم حواليك،

أيتها الزهرة العجيبة.

ثم جثمت فراشةُ فتانة على أوراقكِ الناعمة

وقبّلتكِ بشوقٍ بالغ.

وطَربَ النسيمُ فاهتزت أغصانُ الرّوح نشوةً وحُبورًا!

آه! أيتها الزهرة الباهرة المحاسن!

ليتني، في دوري القادم،

أتقمصُ لزهرةٍ لينوفار عجيبة الفتنة،

فأجوبُ بحيرةً ماؤها لُجينيّ

يُطربُني فيها شَدْوُ الأطيار،

وهي تغرّدُ أفنان الأشجار،

في غاب توشّيه مختلفُ أنواع الأزهار.

وهناك في ذلك الغاب المقدّس

الذي تهيمنُ عليه فتنةٌ لا نهائية،

أُحلق برُوحي للمَلا العُلوي،

وأجوس رُبُوع الخلد العجيب المسرّات،

المترع بالإكسير السّماوي والحافل باللّذاذات

تحيط بي صبايا الفردوس المُزدهي الزاهر،

وأفتنهنّ جمالاً وأخلبهنّ أنوثةً

تعزف لي على قيثارها المشجي،

فتصغي العناصر وتستكين المجرات

لرَوعة أنغام أوتارها المُنشية،

ولعذبِ نشيدها السماوي المُبدع!

وأزهارَ اللينوفار العجيب الألوان

تملأ صفحة البحيرة الحالمة،

فيزداد سحرها سحرًا،

وفتنتها فتنةً، وبهاؤها بهاءً!

تاللهِ يا زهرة اللينوفار

كم أنتِ محاطة بألغازٍ وأسرار!

بيروت، الساعة 7 و27 دقيقة

                        من مساء 17/10/1979

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!