عصفورُ أغاريد المغرِّد
عصفورُ أغاريد المغرِّد
أيها العصفور الفاتن!
إن أغاريدكَ قد سحرتني،
وأنغامك العذبة أسرتني،
إن شدوكَ ايها المرحُ لهو شدو الملائكة الأطهار،
وصدحك المُبهج هو لغة الأتقياء والابرار.
فيا حبيب الحدائق الغناء،
ويا ربيب الغابات الغبياء،
ويا عشيق الزنابق البيضاء،
هاتِ وأسمعني غناءك.
إن شدوك، أيها الطائر الطليق،
هو لغة السماء لأبناء الأرض!
فليتني استطيعُ أن أكون مثلك،
لأحلِّق في الفضاء وأجوب خفايا السماء.
إن أحزانَ الأرض، أيها العصفور الجميل، قد أرهقتني،
وأشجان دنيانا المتواصلة قد أنهكتني.
فليتني أستطيع فكاكَ أسري من كبولها الرهيبة.
يا عشيقَ الينابيع المُتدفقة!
ويا من تُحلقُ فوقَ البحيرات الفاتنة،
والشلالات الهادرة في أعالي جبالها الشامخة،
مُتنقلاً بينها بمرحٍ عجيبٍ وفرح غريب،
مُطلقًا أناشيدك العذبة، فتطربُ الغابات،
وتترنح الأزهار لعذب شدوكَ المُذهل.
أنشدْ أنشدْ أيُّها العصفورُ الصغير
لأشعرَ بالفرح يغمرني،
فقد أثقلتِ الأتراحُ كياني،
والحزنُ العميق أيها العصفور الفاتن
قد شجاني.
مدينة أغادير بالمغرب
الساعة العاشرة صباحًا 29 آب 1976