عُدتُ إلى القاهرة
عُدتُ إلى القاهرة
يا مدينة القاهرة،
لقد عدتُ إليك بعد أربعين عامًا،
عدتُ إليك والشوقُ يحدوني لمشاهدتكِ،
والرغبةُ تتملَّك كياني لتجول في أسواقكِ،
والسير في شوارعك الكثيرة،
والصعود إلى بُرجك العصري الشامخ،
ولتسلُّق هرمكِ الخالد مثلما تسلقتُه منذ أربعين من الأعوام البائدة،
ولمخر نهركِ المتلألئ المياه،
هذه المياه التي تفيض بالخير العميم على البلاد والعباد،
وللتمتع بمشاهدة آثاركِ العظيمة
ولتنسُّم هوائك المنعش البليل،
وللتنعم بمشمسكِ المشرقة الوضاءة،
وللتحدث إلى شعبكِ المصري العظيم،
وللتنعم بخيرات أرضكِ الطيبة،
ولمشاهدة (طيبة) المدينة المقدسة،
ولأخشع أمام أبي الهول الصامت صمته الأزلي،
ولدراسة تاريخ إيزيس وأوزريس وحوريس،
ورَعْ، والعجل المقدس آبيس،
ولأقف خاشعًا أمام أهرامك العجيبة،
أهرامك العملاقة الجبارة المشمخرة الثابتة بوجه الشمس المشرقة!
نعم أهرامك الموسومة بأسماء
خوفو، وكفرا، ومنقرع.
ومنذ أربعين سنة تمامًا كتبتُ عنكِ، يا مصر، قطعةً بدأتُها قائلاً:
أُحبُّكِِ يا مصر وأهواكِ، ونفسي لا تزال تتوق لرؤيتك،
وها قد عدتُ، ثانية، وشاهدتُكِ،
وجلتُ في ربوعكِ بفرحٍ ومَرَحٍ عظيمين!
وقاكِ الله ورعاكِ، ولأبناء النيل أبقاكِ.
نعم، إنني أحبُّكِ يا مصر، وسأبقى دائمًا وفيًّا لكِ.
القاهرة، الساعة السابعة من صباح
15 – 3 – 1971