ربّاهُ أنتَ هوَ مُنقذي
ربّاهُ أنتَ هوَ مُنقذي
هَلِعتُ وطارتْ نفسي شعَاعًا.
والأَلم المُميت سري مع الدَّم في عروقي.
والهول المُدمَّى حوَّم حولي وكأنه هُولةٌ شيطانية.
والرُّعبُ الطاغي أبى إلا الولوج إلى أعمق أعماقي.
والقلقُ المُدمِّر أطار صوابي وأطال عذابي.
والهواجسُ المُقلقة طردت الطمأنينة من داخلي.
وجهنَّم النار المُتأججة بلظاها المُبيد،
أطلقتْ حِمَمها الجبَّارة عليَّ فردمتني ترديمًا تامًا.
وبومُ الخرائب نعب في أطلالي، يا للهول الأكبر!
لقد زلزلتني نائباتُ الدنيا، فإذا أنا مُحطمٌ مُردَّم.
لقد استحال فجري إلى ظلمةٍ دجوجيةٍ قاتلة.
كلُّ ما أراه أمامي لا يبعثُ في نفسي أية بارقةِ أمل.
فلم يبقَ لي من ملجأ أستجير به فيُجيرني،
إلا الله جلَّتْ قدرتُه الإلهية الأزلية؛
فهو ملاذي الذي أتشبثُ به بلهفٍ عظيم.
وأملي عظيمٌ أن ينتشلني الله تعالى
من الهوة المرعبة التي تريدُ ابتلاعي بأعماقها الرهيبة.
فيا رباه! أنتَ هو مُنقذي ومُزيلُ رعبي الطاغي
بيروت، الساعة العاشرة والنصف ليلاً
في 2 كانون الثاني 1975