أبكيكَ يا شقيق روحي
أبكيكَ يا شقيق روحي
أيَّتُها الأحزانُ الرهيبة ، ضمّيني إليكِ لأندمجَ بك .
أيُّها الشَجَنُ القاتل ، لقد أَصبحتُ جزءاً لا يتجزَّأ منك .
أيُّها الألم ، أنا هو ابن الألم ، فافتحْ صدرَك واحْتَوني .
أيَّتُها العاصفة الهوجاءُ ، أصبحتِ تقطنين في كياني ووجودي .
أيَّتُها الأشباحُ المرعبة ، لقد صرتِ ملازمتي ملازمةً الظِّل .
يا عالمَ الخوفِ والاضطرابِ ، إِنَّ الجَزَع قطنَ في قلبي حتّى الأَبد .
أيَّتُها الغربان المحوّمة في سماء حياتي ، لقد ضقتُ ذرعاً بحياتي .
أيُّها البوم الناعب في الخراب ، لقد تصدَّع مسكني ، فتعال واقطنْ به ِ.
أيَّتُها الذئاب الجائعة ، أسرعي ، بربِّكِ ، وافترسيني ،
لأنَّ الآلام الهائلة ، والأشجان المرعبة ، تنوشني ، تؤرِّقني ، تمزِّق روحي !
وأنتَ يا أخي الدكتور خبصا ، يا رفيقَ حياتي ، بل يا خديني الحبيب !
أيُّها النبيلُ الصادقُ ، والمجاهد الصبور ، والحاتميُّ العجيب !
بعدَ موتِكَ ، ماتتْ الابتسامةُ على شفتيَّ ، ولن تقومَ لها قائمة .
وآمالي النّضرةُ ذوتْ ثمّ انهارتْ ، بعدما عصف بها انطلاقُك المؤسي .
فثوري ثوري يا رياحُ ، وحطّمي رتاجي ، ومزّقيني شرَّ ممزّق ،
وأطلقي روحي كي ألتقي من اصطَفَتْه نفسي ،
أخي الحبيب الدكتور خبصَا .
بيروت في 11/11/1969
الساعة الواحدة إلاّ عشر دقائق بعد الظهر