أتوقُ للانعتاق
أتوقُ للانعتاق
كرهتُ الأرضَ بمدنها وصحاريها،
وبفقارها وبحارها وفيافيها،
وبما عرف منها، وبخوافيها.
فآدم هو أولُ الخلائق كان فيها،
وحواءُ أولى الإناث تائهة ببراريها.
هما علمانا عدم الطاعة للعليّ إذ آدم يأتيها
مُخالفًا وصية الخالق له، خاضعًا لغوانيها.
فإذا كان أول الخلائق كسر الوصية الإلهية ليدانيها،
فأيُّ خير يُرجى بدنيانا، وأي صلاح ببنيها؟!
رُحماك ربي، خذني إليك، فالأرض بتُّ أجافيها.
كرهتُها وكرهتُ ساعة قالوا لي: إنك فيها.
قسمًا ما عدتُ أستطيعُ أن توافيني وأُوافيها،
فدعني أنطلق من ربوعها صاعدًا لجنة أناديها،
أعيشُ فيها خالدًا طوال أيامها ولياليها،
مسبحًا اسمكَ القدُّوس سرمدًا إذ بلغت روحي أمانيها،
مرنمًا مع الملائك ترانيم غبطة ما أجمل معانيها!
شاديًا الكاروبيم، حامدًا خالقي، مُتنعمًا بمباهجها وبما فيها.
في الطائرة الذاهبة من طنجة إلى نيويورك.
الساعة 12 ونصف بعد الظهر على ساعة طنجة، تاريخ 31 آب 1976