داهش والموت

أرثيكَ بلوعَةٍ عظمى

 أرثيكَ بلوعَةٍ عظمى

في مثل هذا اليوم من عام 1969 خلعتَ رداءَكَ الماديّ .

خلعتَه وانطلقتَ إلى عالم الروح ، عالم الحقيقة ، عالم اللانهاية .

خلعتَه فانخلع قلبي ، وناحت مناحي نفسي وهَلَعَتْ روحي .

انطلقتَ يا أخي وخلَّفْتَني في عالم الأرض ، عالم الشقاءِ والبكاء .

رَحَلْتَ عنِّي ، فرَحَلَتْ السعادة التي كنتُ أتفيّأ ظلالها بوجودك .

فُجِعتُ بكَ يا أحبَّ المخلوقات لديّ فناحت أعمقُ أعماقي .

إنَّ النبالة هي أَنت ، وكرم الأخلاق سمتُك الخاصَّة ،

والعطفَ على البؤَسَاء شعارك ، ومدَّ يد العون لهم غايتك ،

والشهامة والمرؤَة والأنَفة والشمم والإِخلاص والجهاد في سبيل الحقيقة ،

ومحاربة الطغاة البُغاة ، والكرم الحاتميّ هي من شيمك .

لقد أقفَرتْ أَيَّامي بعدما تواريتَ وخلَّفْتَني وحيداً أندبُ ذهابك الأبدي .

إنَّ الذكريات تحوِّم حولي فأتذكَّر أُويقاتنا السعيدة التي انطوت آثارها،

وإذاني غريقُ الهمّ ، بادي الأسى ، حزين ، ملتاع ، باكٍ وشاكٍ .

إنَّ الألم العميق يعضُّني بنابه الجهنّميّ الذي لا يرحم ،

والأَسى على فقدك الأخويّ أضناني وأذابَني .

وقد فتحتُ عينيّ على عالمي البغيض ، عالم الأهوال المتلاحقة ،

وحتى ساعتي هذه لم أَجدْ من يُماثل مزاياك النبيلة ،

أنتَ يا أحبَّ الشخصيَّات إلى فؤادي المكلوم لتواريك عنّي .

فإلى روحكَ الشفَّافة ،

إلى روحكَ النبيلة ،

إلى روحكَ التي أصبَحَت تنعم بالفراديس الإِلهيَّة ،

أَرفع كلمتي هذه ، راجياً من الخالق عزَّ وجلَّ

أن يجمعني بكَ يا كُلَّ ما أَرجوه في عالمي الشقيّ .

 

                                            فندق بالمرهاوس بشيكاغو، تاريخ 8/11/1977

                                             الساعة الحادية عشرة إلاّ الثلث صباحاً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!