داهش والموت

إلى الرئيس كندي

إلى الرئيس كندي

 على جدث جون كندي

أي جون كندي!

يا رئيس جمهورية الولايات المتحدة.

أيها الشاب المملوءُ نشاطًا وحيوية.

أيها المُتحمس لإعلاء شأن بلادك.

أيها الصبوحُ الوجه البسامُ الثغر.

يا من أردتكَ رصاصةُ الإجرام الدنيء.

يا من أرغمت الروس على إجلاء قواعدهم عن كوبا،

وسطَّرت بحكمتك سجل الفخر لبلادك العظيمة.

أيطويك الموت أيها البطل،

وأنت ما تزال بأوج شبابك؟!

واين أحلامك ورغباتك؟!

وأين آمالكَ، أيها الشجاع، وأين أمانيك؟!

وأين مشاريعُكَ التي كانت ما تزال تختمرُ في رأسك،

أيها الثاوي في اللحد المُخيف؟!

لقد كنتَ في حياتكَ حديث الدنيا بأسرها،

والآن، تالله! إن جميع رغباتك قد ضمتها حفرةٌ صغيرةٌ حقيرة.

يا لتفاهةِ الحياة وقذارة الدنيا بما فيها!

أرقُد أيُّها الغضنفر في حفرتكَ النائية المفردة،

فقد سجَّلت في حياتك القصيرة أعمالاً بطولية

دوّنها لكَ التاريخُ بين طياته.

وقريبًا سنلجُ الباب الذي ولجته،

ونُلحدُ في ظلمة القبر مثلما ألحدتَ.

                                                                             واشنطن، في 12 ايلول 1969

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!