دنت ساعة الرحيل
دنت ساعة الرحيل
ومثلما يزحفُ الليلُ ويتوارى النهارْ،
ومثلما تنتهي أيام الربيع ويزحفُ فصلُ الشتاء والأمطارْ،
ومثلما تأْفل الورودُ ويموت البنفسجُ وتختفي الأزهار،
ومثلما يأتي الصقيعُ فتختفي الأثمار وتتعرَّى أغصانُ الأشجار،
ومثلما تنشفُ الجداولُ في شهر أغسطس بعد موت أيار،
ومثلما يصمت البلبلُ عن تغريده وهو يعتلي قمة الأشجار،
هكذا سيصمتُ قلبي عن ضرباته بعد ذلك الاستمرار.
وإذ ذاك ستغمض عيني نهائيًا فيا للأسرار!
وسيتلقبُ جسدي المُسجى بعدما أوغلتْ روحي بالفرارْ؛
وأخيرًا سيُلحدونني في حفرة ويهيلون فوقي التراب ويتفرقُ السمَّار،
فأمكُثُ وحيدًا في هذا الجدث الرهيب
ضمن نعشي المُثبت بمسمارٍ إثر مسمار،
وسيفرح كثيرون لموتي، من كل طاغيةٍ وباغيةٍ وقومهم الأشرارْ،
وسيعلو النحيبُ، لانطلاقي، من إخواني الداهشيين،
وستهمي دموعهم كالأنهار.
فأسرعي، أسرعي أيتها الساعةُ ودعيني أرحلُ من عالم هؤلاء الكفار،
فقد كفاني ما لاقيته في عالم التفاهة، عالم الأشرار،
إذ لم ألاق سوى المكر والختل والخديعة، فيا لشرذمةِ الفجار!
بيروت، الساعة 3 ونصف بعد الظهر
في 15/1/1975