روحٌ حزينة
روحٌ حزينة
لن تزورَني السعادةُ بعد اليوم ،
ولن أعرفَ ما هو الفرح ،
بعدما امتزج بي التَرح .
ولن أبتهجَ برؤية الورود المنمَّقة ،
ولن تفتنني أشعَّةُ البدر التائه في كَبدِ السماء ،
ولن يسحرني منظرُ غروب الشمس ، في أيّة أمسيّة ،
ولن تبهرَني أنوارُ الكواكب ، في الليالي الصافية ،
ولن يأخذَ بمجامع فؤادي تغريدُ الكناريِّ في الغاب الظليل .
ولن أُشدَه من فتنة ألوان الشفق العجيب .
والربيعُ الموشَّى ، لن يحرِّكَ في فؤادي وتراً واحداً
لجمال وروده الفاتنة .
كلُّ ما تقعُ عليه عيناي ، لن يحملَ لي بعد اليوم ،
إلاّ الكآبة الخرساء ، والحزن العميق الهائل .
واللوعةُ أصبحت تقطن في أعمق أعماق روحي الحزينة ،
لأنّ أخي الحبيب ، أخي المفدَّى ، الدكتور جورج خبصَا .
قد رحل عنّي حتى الأبد .
فوالوعتاه ! وواحرَّ قلباه عليه !
وأنتَ أيُّها الموت المنشود ،
بربِّكَ ، أطلقْ روحي من قفصها الذي حُبستْ فيه ،
كي ألتقي أحبَّ مخلوقات الله لديَّ .
بيروت في 11/11/1969 ،
الساعة الواحدة بعد الظهر .