داهش والموت

رُحماكَ خالِقي

رُحماكَ خالِقي

كلمتي لعَام 1970

أيْ إلهي وخالقي ،

لقد عصفتْ بي رياحُ البائد عصفاً رهيباً ،

وصواعقُهُ المتلاحقة حطَّمتْ أركاني ،

ورعودُهُ الهادرة لاحقتني في خلال أيّامه المشؤومة ،

مُحيلةً أفراحي إلى أتراح ،

وبروقُهُ المومضة أتاحتْ لي مشاهدة المآسي

التي كبَّلتْ نفسي وقيَّدتْ روحي ،

ونُسُورُهُ المنقضَّة مزَّقتْ حُشاشتي وهي تنوشني بوحشيَّة رهيبة ،

وصُقورُه المفترسة التهمت كلَّ ما كنت أمتلكه وأُحافظ عليه ،

وجيوشُ أَحزانه أَحاطتْ بي إحاطة السوار بالمعصم ،

وإذا بالكآبة الخرساء القاتلة تتملّكُ كياني وتحتلُّ وجودي .

وعند ذاك ، طوَّقتني الأشجانُ ، وأصبحتْ سميرتي الفاحمة الدجنَّات،

إذ فيه فقدتُ أحبَّ الناس إلى قلبي ،

وأخلصَهم لي ، وأنبلَهم ، وأكثرهم حاتميَّة وإنسانيَّة .

فيا خالقي ، يا مكوِّن العوالم ، وموجد المعروف منها والمجهول ،

سدِّدْ خطواتي ، وثبِّتْ إيماني ،

ودعني أسير في مفاوز هذه الحياة المخيفة ،

قاطعاً قفارها المحرقة ، وفيافيها الشاسعة ،

المليئة بالمشقَّات والأتعاب ،

مذلِّلاً صعابها ، مرتقياً شوامخها ، ناشراً في أرجائها

العقيدة الجديدة ، لمن استحقَّها ،

حتى إذا دنتْ ساعةُ انطلاقي منها ،

أكون قد أدَّيتُ رسالتي على وجهها الأكمل ،

علَّني بعد ذلك أجتمع بشقيق روحي ،

أخي الحبيب ، الدكتور جورج خبصا .

                                               في 1/1/1970

                                           الساعة السابعة صباحاً

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!