داهش والموت

غابَ عنِّي فجزِعْتُ

غابَ عنِّي فجزِعْتُ

عندما تجنح الشمس متواريةً نحو المغيب ،

تزحف جحافل الظلمات فحشدها رتيبٌ مُهيب .

ويُسمع عويلُ بناتِ آوى باحثةً عن طعامها

وتعوي الذئاب لجوعها وقائدها يسير أَمامها .

وفجأةً يُنير البدر مبدِّداً الظلمات الدجوجيَّة ،

فتفرُّ الثعالب مذعورة وتتوارى الذئاب الرديَّة .

وإذْ ذاك أَبحثُ عنك لعلِّي أراك ،

ولكن عبثاً كانت محاولاتي ، فأنت أصبحتَ وراءَ الأفلاك .

وإِذا بالحزن يُكبِّلني بكبوله ، والشجن يضرب لي بطبوله .

وإذا بصوتٍ جبَّار اهتزَّت منه الآفاق وهو يقول :

لقد غادر حبيبك موطن الشرور وأرض النِفاق ،

وحلَّق بعيداً وراءَ النجوم مخلِّفاً أهل الشِقاق .

فجزعتْ نفسي وطَلَبت الانعتاق ،

وروحي هَفَت إليه لعظم الاشتياق .

فيا خالقي وموجدي ، ارحمني وأَنْهِ أيَّامي

ودعني أَجتمع به في يوم حمامي .

                                           الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، في 20/5/1978

                                              الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الظهر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!