ماجدا، تذكرتكِ فهاجتني ذكراك
ماجدا، تذكرتكِ فهاجتني ذكراك
تذكرتكِ يا ماجدا الشهيدة، فاذا بالأسى يغمرني،
تذكرتُ غيرتكِ عليَّ واندفاعكِ وتضحيتكِ العظمى،
فإذا بالحزن العميق يشملني.
إن مرور الأيام وكرور الأعوام ليس بإمكانهما أن يُنسياني إياكِ.
فذكراكِ أبدًا قاطنةٌ في قلبي، ورسمُكِ محفورٌ بأعمق أعماق كياني!
لقد كنتِ فراشةً جميلةً تضفين على وجودي بهجةً وسرورًا،
وكنتِ تحيطينني بعطفِ كبير، وكأنني طفلٌ مدلل.
وعندما أتخيل تلك الأيام البعيدة السعيدة،
وأراكِ بعين الخيال وأنتِ تبذلين النفس والنفيس في سبيل راحتي،
مُضحيةً بكل رخيصٍ وغالٍ، لكي أكون سعيدًا في حياتي،
إذ ذاك تنهمرُ الدموع من عيني الذابلتين،
وأشعر بيأسٍ قاتل يحيطني كإحاطة السوار لمعصم الحسناء،
وأروحُ أناجيكِ مناجاةً حزينة،
ضارعًا إليه تعالى أن يقصر أيام حياتي،
علَّني أجتمع بكِ بعد مماتي،
لأن حياة الارض تعيسةٌ ومُخيفة بعد انطلاقكِ،
لا أرى فيها إلا الشقاء الرهيب
والحزن والشجن وكل ما فيها كئيب.
فيا أيتها الزهرة التي عطرت الأجواء لفترة قصيرة ثم ذبلت ووارت!
ويا أيتها الوردة الجورية التي عفت آثارها إذ طواها القبر الدجوجي،
هذا القبر الجلف الذي لا يرحم،
ويا أيتها الوفية التي ضحَّت بزهرة صباها لأجلي،
إنني أحيي الوفاء فيكِ، وأتمنى قريبًا أن ألاقيكِ.
وإذ ذاك أسعد، وأشعر بلذة الحياة بوجودكِ
في فراديس الخلد المتلألئة بالأنوار الإلهية السرمدية،
ضارعًا إلى الله، جلت قدرته الأبدية،
أن يحقق لي هذا الحلم الفاتن،
حلم اجتماعي بك حتى أبد الآبدين.
ضاحية دوغلاستون بنيويورك
الساعة 112 قبل الظهر
تاريخ 9/10/1976