موتُ الشقراء
موتُ الشقراء
كانت شقراء جميلة،
اعتادت المجيء مع شقيقتها كل يوم،
لتأكلا ما نضعه لهما من الطعام،
وفي الليل تتجاوران في النوم،
مُلتصقتين طلبًا للدفء،
في ليالي كرنتش الباردة.
ويوم أمس، صدمت سيارة عامل الحديقة
هذه الشقراءَ اللطيفة برأسها؛
وكانت الصدمةُ شديدة للغاية.
فسقطت هذه المخلوقة أرضًا،
وراحت تنتفضُ بشدة،
ثم سكنتْ حركتُها أبديًّا،
إذ جادتْ بروحها مودعةً عالم الأرض.
كان منظرها مؤسيًا،
فشعرتُ بحزن يتملكني،
وصمتُّ وأنا متالم لما أصاب هذه الشقراء
التي كانت الحياة تضُجُّ فيها؛
وطلبتُ من إيليا أن يدفنها،
فحفر لها بمعولهِ حُفرةً،
ووضعها ضمن صندوقٍ كرتونيّ،
ثم هالَ التراب عليها.
فشعرتُ بالأسى يتمكن مني،
ووجمتُ إذ إن للموتِ حرمته ومهابته؛
ووضعتُ على قبر هذه القطة زهرة،
وسقطتْ من عيني، حزنًا على موتها، عَبرة.
دوغلاستون – نيويورك
الساعة (7) ونصف من صباح 2/10/1976