داهش وعوالم الجحيم

الجحيمُ هو عذابُ النفس والفكر

الجحيمُ هو عذابُ النفس والفكر

جحيمٌ متأجِّج الأوار، أبديُّ الاستعار، عذابُ الفكر.

يحطّ على النفس فيمزقها ويبعثرها شذر مذر.

وتسري في عروقه نارٌ رهيبة تأكل أعصابه مُتدفقةً كتدفق النهر.

وتقطن الحمّى الخبيثة في تلافيف دماغه المرهق

طوال ليلة حتى انبلا الفجر.

ويخفق قلبُه بغير انتظام لشدة الارهاق. فيا لشدة العسر.

وروحه تبلغ التراقي فيهلعُ ويتمنى على الله أن ينهي منه العمر.

أفكارٌ جهنمية تتلوها أفكارٌ سوداء مُتلاحقة بجيوشها وكأنها يوم الحشر.

حُرِم النوم إذ أصبح عصيًّا عليه بعدما احتواه ذا الغَمْر،

في يوم أصبح شاحبًا وعليلاً، ويلاه! لقد أضناه الهمُّ والسَّهَر.

غيلانُ الاضطراب تقضُّ عليه مضجعه، وخوفه من المجهول يبهره بهر.

واشباح القلق تُطلّ عليه من كُواها المُدلهمّة. فيرتجف هَلعًا. فيا للذعر!

وهولةٌ تكشّر عن أنيابها فتتزلزل أعصابُه من هولة النُكر.

هو حيّ ميت ما دام قلقه الفكريّ مُسيطرًا عليه.

لقد ولَّت عنه أيام الورد والزهر.

راحتُه بحفرته يُلحَد فيها وحيدًا، وتمضي الأحقاب عليه شهرًا إثر شهر.

                                                بيروت. 13/3/1974

                                                الساعة الحادية عشرة قبل الظهر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!