حلمٌ شيطاني
حلمٌ شيطاني
حلمتُ أن شيطانًا عتيًا يسيرُ في أخدود تعاريجه أبدية
وقد سلسل بقيود نارية وغلل بأصفاد متأججة جمرية
وثلةٌ من أبالسة سقر يهوون عليه بسياط فولاذية
صُراخه مزق أروقة الجحيم ودك أعمدتها الحديدية
فتفتت لحمُهُ من وقع الضربات الهائلة الجهنمية
فالتهمته كلابُ جهنم المتقدة بالنيران الخالد السرمدية
لم يمُت إذ تحدد لحمُهُ، وعادت الأهوالُ تنقضُّ عليه بوحشية
وزُلزلتِ الدركاتُ من صدى عويله وصيحاته الإبليسية
سملوا عينيه يا ويله بكلابة من نارٍ، فيا لها من كلابة شيطانية!
وعظامه سحقوها بمطارقِ الهول، فيا لعظمِ البلية!
جرَّعوه مرًّا وصابًا واقتلعوا أظافرَ يديه ورجليه بحمية
وألقي به في مرحاض الهاوية النتن، فإذاه يتجدد وتستمر الأذية
“أنا أعترف بأنني مجرم – قالها بعنف – وقد ارتكبتُ كل فرية
ألا رحمة من السماء تنقذني وتبعدُ عني الأهوالَ بمساعدة سماوية
أنا نادمٌ على ما ارتكبتُهُ من معاصٍ، وأملي عظيمٌ بمن كون البشرية”
وإذا بصوتٍ عميقٍ خشع له سكانُ تلك الأماكن الحندسية
يقولُ: “لقد غُفرت ذنوبكَ وعفي عنكَ، فاحمد خالق البريَّة
وإياكَ أن تكرر ماضيك، فتخلُد بأهوالٍ لا نهائية”.
وسجد الشيطانُ خاشعًا رافعًا شكرهُ لربِ العوالم العلوية.
الولايات المتحدة الأمريكية
الساعة الرابعة من فجر
15/5/1976