على قمة الغيوم
على قمة الغيوم
سأمتطي الغيوم البيضاء
السابحة في متاهات الفضاء.
وستنطلقُ بي نحو الأعالي،
مُوغلةً في الارتفاع الشاهق.
ومن تلك الأعالي المُذهلة،
سأُشاهد كوكبَ الأرض نقطةً هزيلة
تدورُ حول نفسها في فراغِ الفضاء اللامتناهي،
وهي تضُمُّ في جوفها أبناءَ الأرض المساكين،
أولئك الذين يهرفُون بما لا يعرفون،
والذين بتفاهاتهم السخيفة يأفكون.
وقد بصمتهم الأكاذيبُ المشينةٌ بخاتمها الجهنمي،
إذ لا يأمن المرءُ على نفسه من شرهم وغدرهم،
ولا يطمئنُّ لنساءِ الأرض لخفَّتهنَّ وخيانتهنّ.
إذاً، السعيدُ السعيد من استطاع الفرار من ربوعها الموبوءة.
فليسَ فيها إلا المفاسدُ الشائنة،
والختلُ الدنيءُ، والرذائلُ المُنحطة.
فاسبحي بي يا غيومُ اسبحي،
وانطلقي نحو الأعالي،
علِّني أبلغُ جزيرة الأحلام الهانئة،
حيث لا يحيا إلا الصدقُ الرائع،
وحيثُ تسودُ الحقيقةُ الناصعة.
هذا العالم البعيد السعيد.
بيروت، الساعة الواحدة بعد الظهر تاريخ 20/1/1975