داهش وعوالم الجحيم

كوكبُ التعاسة

كوكبُ التعاسة

كوكبُنا الأرضي لا يزخر إلا بالشرور والمعاصي.

فمنذ نفتح عيوننا نصطدم بالمُنغصات الهائلة:

فمن مرضٍ مُضنٍ إلى أملٍ فاشل لا تحققه الأيام…

والفقر يعض بنابه الألوف…

فيحزننا أن نشاهد الغنى الطائل والبذخ العارم،

ومن جانب آخر، الحاجة الماسة لألوف العائلات

التي تعيش على الطوى.

والجريمة تجتاح البلاد وتحصد العباد،

والكذب يعمرُ الصدور،

والختل يُرافقه المكر وهما يرتعان في رحاب دنيانا،

والحروب لأجل الأطماع تُدمّر وتُفني،

والتعاسة تسرح وتمرح في كُرتنا الأرضية،

والويلات تصبُّ صبًّا على قاطنيها،

فيرفعون شكواهم لتعود أصواتهم فترتدّ إليهم،

والهموم والنكبات تذرع رحاب العالم التاعس،

والدموع تجري من المآقي وكأنها الأنهار لكثرة انهمارها،

وكلّ الخلائق ارتكبت الأوشاب، فأصبحت مُثقلة بأوزراها!…

لقد تعَبتْ نفسي من هذا العالم الشقيّ،

فبتُّ أبغي الانطلاق منه إلى عالمٍ آخر،

عالَمٍ روحيّ يعمر بالشفقة والحنان،

عالَمٍ يشيع في أرجائه الحبُّ السماويّ،

عالَمٍ أفراحُه أبدية، وسعادتُه سرمدية.

فأسرع يا ملاكَ الموت، أسرعْ إليّ،

واستلَّ روحي، وضعْ حدًا لحياتي،

كي أنطلقَ إلى عالمٍ لا يعرف الهموم،

والأحزان لا تستطيع اختراق جنَّاته الدائمة البهجات.

                                  بيروت، الساعة السابعة إلا ربعًا مساءً

                                                       تاريخ 19/1/1975

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!