مُعميّات
مُعميّات
من أين نأتي ؟ وإلى أين نذهب ؟
ولم كلّ منّا يختار له مذهب ؟
ومن منّا المُخطئ ومن المُصيب بهذا السّبسب ؟
وتلك المجرّات المُهيبة هل فيها أحد ، وهل دهرها قُلّب ؟
غوامض ستبقى مُغلقة دهوراً ، بمجاهلها أبداً تتقلّب !
***
ولِمَ زيدٌ يولد ذكراً ، وتلك تولد أنثى ؟
وسواهما ألمعيّ بتفكيره ، وآخر دوماً تراه ينسى !
وبعضهم بمعدنه الرقّة ، وزميله من الفولاذ أقسى !
حيّرتني أسرار مُوصدة ، فردّدت لعلّها تُحلّ وعسى …
مُعميّات ستبقى مُغلقة دهوراً ، بالخفايا تُكسى !
***
وطاغية باغية يجتاح البلاد ويغتال العباد ،
فيدين الجميع له بالطاعة ، ويتغنّون باسمه بالأنشاد !
وجائع يسرق رغيفاً ، فيُساق ذليلاً من الأجناد
ويُحكم عليه بالسجن ، ويُلطّخ اسمه بعارٍ السواد ،
غوامض ستبقى مكنونة بأحجبتها طوال قرون وآباد !
***
والمرأة هذه المخلوقة ذات الرقّة الفائقة والدلال
همّها الوحيد هو التزيّن والأناقة التامّة والجمال
تسحر الرجل بأنوثتها ، فإذاه هائج بحبّها كالجِمال!
فتُسخّره لقضاءِ مآربها ، مُحمّلة إيّاه أثقالاً كالجبال !
لقد أصبح ألعوبة بيدها ، وتولاّه شرّ خبال !
وعندما يكتشف غباءه يكون قد أصبح كالخيال !
***
وبشاره القذر ، هذا السافل المُنحطّ النذل
البائع كرامته المهدورة بانحطاطٍ وحقارةٍ وذُل
الضخم الكرش ، المتفوّق بضخامته على البغل
هو خنزير شرّير … إنّه أغبى بعل !
قادته قحباؤه للجريمة ، فإذاه طائعها كالوعل !
قسماً بربِّ الكائنات شرفُه هو النعل .
***
وقصّة الجحيم الذي سيلقى فيه الخاطئ شتّى أنواع التباريح
والنعيم الذي سيرتع بربوعه كلّ صالح فينشرح ويستريح
مُعميّات مُوصدة جعلت المعرّي يُعلن ، هذا الألمعي الفصيح
في اللاذقيّة ضجّة ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوسٍ يدقّ ، وذا بمئذنة يصيح
كلّ يؤيّد دينه … يا ليت شعري ، ما الصحيح ؟”
الولايات المتحدة الأمريكيّة ،15 أيّار 1981
الساعة 9 ليلاً