داهش والأنسان

أباطيل دنيانا

أباطيل دنيانا

كل ما تزخر به كرتنا الأرضية ساخرٌ وسخيف،

ونحن، أبناء هذه الأرض اللعينة،

أرض التعاسة والشقاء والبؤس والعناء،

تجرفنا بهارجها الكاذبة، وتسيطرُ علينا زبارجها السرابية.

فترى كلاًّ منا ينكبُّ على جمع المال بطرقٍ مشروعة وغيرة مشروعة،

باذلاً في سبيله كدّه وجدّه سافحًا لأجله شرفه،

ومُمرِّغًا لكرامته، ومُتمسحًا بكل قذارة في سبيل امتلاكه.

الجرائم والأكاذيب الدنيئة، والموبقات المُخزية

ترتكبُ في سبيله، ولأجله تنتهي آجال قبل موعد رحيلها.

الأب يعتدي على نجله، والابن يتحدَّى والده بسببه؛

والفتاة تتهالك في سبيل الفوز به فيعوجُّ سلوكها.

إن المال أصبح هو الواحد الأحد، فليس من إله سواه!

إنه بليةٌ عظمى اخترعها الشيطان كشرك رهيب لا يُقاوم.

وأخيرًا يحصدنا الموت بمنجله الذي لا يرحم،

فنغادر ما جمعناه بشق النفس، وبسفح كرامتنا لأجله،

فيتمتع غيرنا بما جنيناهُ، وهكذا دواليك،

وليس من يتعظ

                        كتبتها بشقة الأخ فارس زعتر بنيويورك

             في الساعة العاشرة إلا ربعًا من صباح 14 كانون الأول 1977

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!