داهش وعوالم الفراديس

حُلم فتان فيقظة بغيضة

حُلم فتان فيقظة بغيضة

انطلقت بزورقي المُذهَّب الجميل في متاهة الأوقيانوس اللانهائي،

ومخرتُ به عرض البحار الشاسعة والمُحيطات الواسعة، واعتليتُ قمم جبال أمواجه الجبَّارة العنيفة الثائرة،

ثم اخترقت أعاصيره المُزمجرة المُخيفة العاتية،

وقد لفني ليله الدجوجي بوشاحه الفاحم الدجنات.

وإذا ذاك علت أصواتُ حوريات المحيط المتلاطمة أثباجه،

داعية أياي إلى قصورها المرجانية الرائعة الفتنة،

وأنشدتني بناتُ الماء أناشيد عذبة تأخذ بمجامع القلوب.

ويخبُّ موكب الحب، وترقص مليكته الفاتنة الطروب،

وتتثنَّى وهي تصدح بصوتها الرخيم على رؤوس الموج الزبدي.

وترشقها الكواعبُ الحسان بأزهار البحر المُنمقة بألوانها العجيبة،

ويبرزُ البدر، ويُلقي بأشعته الناعمة على معشر الحور العين،

ويصطخبُ البحرُ لروعة ما يُشاهدُ من جمال خلاب مُذهل،

والقارب يغذُّ السير وموكب الفاتنات يتبعه أنَّى سار.

وفجأةً يبدو (بوسيدون) اله البحار وسيد المُحيطات،

ويرفع بألآصابعه الجبَّارة القارب الذهبي،

ثمَّ يغوص بمن فيه إلى الأعماق السحيقة،

وإذا بمدينة رائعة لم تشاهد العين لها مثيلا!

هنا لا توجد شيخوخة، فالشباب ربيعٌ دائم،

والأمراض لا يعرفها قاطنو مدينة (بوسيدون) ربّ الأوقيانوسات،

والحزن أسطورة في هذا العالم الذي تغمره الأفراحُ الأبدية،

والنقود اللعينة كلمة خرافية في هذا العالم البعيد السعيد،

والفرحُ يغمر الجميع، والمرحُ يسود مدينة الحوريات الفاتنات.

وعندما غادرتُ الزورق المُذهَّب الرائع الصنع،

اختطفتني الحوريات اللعوبات،

وأدخلنني إلى قصورهنّ المرجانية العجيبة،

ورحن يقبلنني بنهمٍ عجيب وشوقٍ غريب.

وفجأةً قُرع جرسُ المنبة فايقظني من حلمي الحبيب.

فرحتُ ألعنُ الساعات المُنبِّهة وأجراسها اللعينة.

                                نابولي، الساعة السابعة والنصف

                                     من مساء 21/5/1972

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!