أصبحتُ شيخًا باليًا
أصبحتُ شيخًا باليًا
وبين غمضةِ عين وانتباهها،
وجدتُ نفسي وقد أصبحتُ مسنًا!
لقد انطوى عهد الطفولة فالمراهقة،
فالشباب، فالرجولة التَّامة.
إنَّ سنابك الأيام قد أنهكتني،
وحوافر الأعوام قد هدَّمتني،
والأحداث الرهيبة والمنغِّصات ردَّمتني،
وتصاريف الدهر الخؤون قد مزَّقتني،
وأضاليل عالمي التعيس أثقلت كاهلي؛
وإذا بي أجدُ نفسي وقد زالت نضارتي،
وتغصَّنَ وجهي ثم ابيض شعر راسي؛
وإذاه مُرتد حلته الثلجية الباردة.
وثورة أعصابي ذات الحمية الصاروخية
انطفأت فأصبحت رمادًا خابيًا؛
وسرعة بديهتي اُصيبت بخمولٍ هائل؛
والنسيانُ أصبح مرافقي كظلي؛
إذ أصبحتْ ذاكرتي ضعيفة للنهاية؛
ورغباتي العنيفة انطفأت شعلتها،
بعدما افترسها ذئب الشيخوخة النهم.
لقد اصبحتُ دهريًا لا يصلح للحياة؛
لهذا تراني أنتظر زيارة ملاك الموت
ليحملني طائرًا بي من عالم الأرض الفاني،
ليدخلني إلى عالم الروح الخالد.
كتبت بفندق الهلتون بمدينة كيبك
الافرنسية بكندا، في الساعة 11 و25 دقيقة
من صباح أول آذار 1978